تزخر المنطقة الأورو متوسطية بإرث مشترك شكّل الإنسان والقيم والثقافات عبر القرون، لكنه متأثر بعديد من الصراعات. ويشكل الاعتراف بالتنوع وقبول الاختلافات بين الشعوب التي تكوّن المجال الأورو متوسطي تحديا وشرطا أساسيا للتفاهم المتبادل. وفي هذا السياق، تعاونت الجمعيتين المغربية والفرنسية للشطار الصغار من أجل إنشاء هذه المنصة الرقمية لتعزيز ثقافة العيش المشترك. موجهة إلى الجهات الفاعلة والنقابية والتعليمية، تتكون هذه المنصة من موارد تعليمية متنوعة تتساءل حول مختلف المفاهيم المتعلقة بالتنوع والمساواة والصور النمطية والأحكام المسبقة والعنصرية… يمكن النهج العلمي الذي يلهم الجمعية المغربية للشطار الصغار الفرد من التساؤل والتشكيك في آرائه وأحكامه وتحديد وتفكيك الأحكام المسبقة، تعلم معرفة الذات بشكل أفضل ومعرفة الآخر وفهمه ومحيطه بغاية بناء الذات بشكل أفضل واتخاذ مواقف في مجتمعاتنا.
تهتم هذه الوحدة بمختلف الطرق لاجتناب وتحديد وتنظيم سوء الفهم والصعوبات الناتجة عن الصور النمطية والأحكام المسبقة الثقافية. لهذا، فهي تقترح في جزء أول استكشاف التنوع البيولوجي والثقافي،
تمكن هذه الوحدة من تحليل الصلة بين الصور النمطية والأحكام المسبقة، وتحديد دور التصنيف في بناء الصور النمطية، واكتشاف كيف يمكن أن يترتب عنها أحكام مسبقة والتمييز.
ستأخذنا هذه الوحدة إلى التمييز بين المصطلحي “جنس” و “نوع اجتماعي”، والتساؤل حول الصور النمطية التي تهيمن على توجهاتنا الجنسانية وكيفية مكافحة التمييز بين الجنسين.
أعيش اختلافي البيولوجي جيدا هنا في المغرب، وخاصة في مدرستي. لكن عند الذهاب إلى ملعب كرة القدم مثلا، نجد أنفسنا بين مغاربة وعدة جنسيات أخرى.. لكن لكي يتم قبولك في البداية هو أمر معقد بعض الشيء، لأنك ستسأل عن جنسيتك عند قدومك... لكن يصبح الأمر أكثر مرونة في الملعب، فمثلا إذا سجل مغربي هدفا، سيقفز الجميع عليه مثلما سيقفزون على لاعب من توغو أو أي جنسية أخرى. أريد أن أقول إن التنوع الثقافي لا يخلق مشاكل في التواصل بيننا، في الواقع، أنصحكم بخوض تجربتكم الخاصة للحصول على المعلومة.
جئت من شمال المغرب بثقافة محددة ومختلفة عن مناطق أخرى من المملكة، لكن لم يكن هذا أبدا حاجزا للقاء الآخرين. لقد مكنتني تجربتي الأكاديمية والجمعوية من المشاركة في عدة مؤتمرات ولقاءات حيث قابلت العديد من الأشخاص من ثقافات مختلفة، مما سمح لي بتطوير مهاراتي بين الثقافات، ولطالما كان العيش المشترك الكلمة المفتاح في جميع تجاربي.
نحن مختلفون عن بعضنا البعض، لكن هذا الاختلاف أو هذا التنوع هو الذي يجعل الأشخاص والشعوب غنية ومتنوعة، فالحوار بين الثقافات يسمح بكسر الحواجز بينها... إذ لدينا دائما أشياء لمشاركتها مع الآخرين، وهذا هو سبب للبقاء دائما على اتصال مع الثقافات الأخرى من حولنا.
هناك تنوع ثقافي كبير في المغرب، فمثلا حين قضيت الأشهر الأول عند وصولي إلى هنا في الحي الجامعي الدولي، تعرفت على طلاب من 110 جنسية مختلفة. إن الطلاب الأجانب الذين يأتون من المغرب ينحدرون من البلدان الناطقة باللغة البرتغالية واللغة الإنجليزية وسيتعلمون اللغة، لأن اللغة الفرنسية هي لغة التدريس هنا. وهذا السبب هو الذي يجعل الطلاب في اتصال دائم مع المتحدثين باللغة الفرنسية، وبالتالي يصبحون عائلة، مجموعة من الأشخاص الذين يساعدون بعضهم البعض على المستوى الأكاديمي أولا خاصة فيما يتعلق بتعلم اللغة، ثم تنسج روابط تدريجية بيننا كوننا نعيش معا.. إن الحياة رائعة هناك!
اسأل سؤالك
lespetitsdebrouillards.maroc@gmail.com
03 11 76 37 5 212+